الرفيق قبل الطريق / بقلم الكاتبة وفاء إبراهيم باعشن

جدة / وفاء ابراهيم باعشن

__________________________

عندما تتصالح مع ماضيك، تكون لحياتك و عمرك بداية سعيدة، فلا يزعجك تصرفات الآخرين، و لا تحكم على أسلوب حياتهم، و ترضى بكل دروس الحياة، و ترحب بكل الأشخاص الذين أتوا إلى عالمك، و تشعر بالامتنان لكل الهالات الطيبة المحيطة بهم، و أنت تشعر بهم و تستجيب لهم.

فالمرء يحوج دائماً إلى أشخاص يتعلم منهم، و يكون هو بالمقابل خير رفيق لهم،و لا ننسى القول المأثور “اختر الرفيق قبل الطريق”، و لهذا يجب علينا أن نختار رفقاء الدرب بكل حرص و عناية، فهم إما يرفعوننا أو يسحبوننا إلى الأسفل، و علينا أن نتعلم من تجاربنا السابقة، و على المرء أيضاً أن يتحكم في حياته، و يسيطر على مجريات أحداثه حتى لا يكون على أحد حجة في إفساد سنين عمره القادمة، و يجب أن نتعلم قول ” لا ” في الوقت المناسب و المكان المناسب، و هناك فترات يستعين المرء بالدبلوماسية في الرد على الآخرين، و بعض الأحيان يستخدم الأحاديث المليئة بالمجاملات، و هي أقرب إلى عدم الصراحة، لكنها ضرورية للتهرب من عواقب لا نريد مواجهتها مع أشخاص قليلي الوعي، و قد لا يكونون مستعدون لسماع الحقيقة، و لا يمكنهم تفهم لجؤنا إلى المجاملة في التعامل معهم، و هي أسهل طريقة لشعور الجميع بالأمان و الراحة في المنطقة الخاصة التي أوجدوها، و إن كنت تشعر بالضيق مع رفقاء الدرب بالماضي، فهذا يخالف المثل “الصديق وقت الضيق”، و لا يجب على المرء الاستمرار مع أشخاص يحملون مشاعر مغايرة، و عليه مواجهتهم ببرود، و يحرص بكل احترام على تجنب مثل هذه العلاقات المليئة بالعتب و اللوم، و تقديراً للأيام الرائعة التي تم مشاركتها معهم فنحن غير ملزومين لتغيير طباع رفقاء الدرب لكننا محسوبين على اختياراتنا لهم.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *