تَموتُ الزواحِفُ في جُحرِها
وتَسطَعُ شَمسي فتمحو الحُفَر
فكم داعَبَتني سَنا الأُمنياتِ
لأخلُفَ فَجرًا غزيرَ المَطَر
قُوايَ تُتَمتِمُ وَقتَ الشُّروقِ
ويَرقَى لِظِلِّ الحياةِ الشَجَر
فَمَن يَحجُبُ الشمسَ عندَ البُزوغِ
وهل يُطفئُ الليلُ ضوءَ القَمَر؟
أُحِبُّ الحياةَ وأحيا الجُموحَ
ويَخشى عَدوّي صَهيلَ القَدَر
تَشيبَ الليالي برأسِ العُصاةِ
إذا زَمجَرِ البَحرُ أينَ المَفَر ؟
أغوصُ بِلُجٍ وحَبلٍ مَتينٍ
ويَقتاتُ حَرفي عَميقُ الدُّرَر
وتَطربُ شُطئانُ زهرِ الحُقولِ
بإلهامِ وَحيٍ لكلِ البَشَر
غَسَلتُ ذُنوبي بِنَهرِ العزيزِ
وأسْكَنتُ روحي بلادَ السَفَر
فعصفورُ حزني شَجِيُّ النداء
وكم من شجيٍّ حفيٍّ عَبَر
أُحِبُّ الالهَ وهَدْيَ السماءِ
فبعضُ الترانيمِ تَجلو الضَرَر
أطَلْتُ التأمُّلَ يَومًا وطالَ
مَخاضي لطفلِ صَقيلِ الفِكَر
أراهُ هَصورًا يَطالُ النُّجومَ
فَتَغفو النُّجومُ لِيَبقَى الأثَر
لعمركَ إنَّ الحياةَ اْبتلاءٌ
فطوبى لعَبْدٍ تَخَطّى الخَطَر
وطوبَى لِقَلبِ صَبورِ جَميلٍ
بَهِيٍّ المَقامِ حكيمِ العِبَر