الصامتون أناسا يمتلكون قلوبا بيضاء ، ونية صافية ، ومحبة كبيرة لمن حولهم ، تتسع للكثير من بني البشر , وتغمر قلوبهم رحمة ، وتعلو وجوههم إبتسامة مشرقة ، مهما كانت ظروفهم أو قسى عليهم الزمان ، تجدهم في أي وقت تحتاجهم للمساعدة ، لايكلون ولا يملون ولا يريدون من ذلك جزاء ولا شكورا , يضحون بسعادتهم ، وأجمل لحظاتهم لسعادة غيرهم ، وعطائهم اللامحدود …, ولكن بعد سنوات من العطاء ، المتواصل ، والتضحية ، يكافئون من خبثاء البشر ، بالخذلان ، وقلة الإحترام ، وجرح مشاعرهم ، وعدم الإهتمام ، ومحاولة تهميشهم , فيتألمون من جرح قلوبهم ، ويصرخون بأعلى أصواتهم ، ولكن للأسف لايسمعهم أحد , وعلى الرغم من أن إبتسامتهم لاتفارق وجوههم ، إلا أنهم مع مرور الزمن ، تختفي هذه الإبتسامة ، وتحل مكانها اللامبالاة ، وقلة الإهتمام , لأنهم أدركوا متأخرا ، أنهم أخطأوا بحق أنفسهم ، عندما ظنوا أنهم مسؤولون عن سعادة الأخرين ، على حساب أنفسهم ، وأدركوا أن من يحبهم سيظل يحبهم حتى لو رفض تحقيق طلباتهم , فالبعض من السهل جداً ، عليه جرح مشاعر الآخرين ، وإيذاءهم ، ولكن لايعلم ، أنه من الصعب جداً مدواتها ، لأن الجروح التي تسببوا بها تركت ندوبًا يصعب إزالتها , فمهما نحاول دوماً ترميم ما يصنعونه من شروخ في جدران صرحنا ، و ما تلبث أن نتعافى من إحداها حتى يأتونا بنيران الجحود والخذلان ، فتحرق الجدار بأكمله , وقد حان الآوان للقول ياسنين العمر يكفي حزنا وألما ، وعلينا أن نضع حدا لهذه الفئة السيئة من البشر، والأفضل أن نقول لهم وداعا ، فحياتنا أفضل بدونكم .
شاهد أيضاً
لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري
لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …