بما أن أبواب المدارس قد أُقفلت بنهاية الامتحانات التحريرية، راودتني بعض الأسئلة عن سبب تطبيق هذه الاختبارات في حياتنا، و هل هي فعّالة؟ فلماذا يجب أن نختبر في دروس لا تناسب أو تتوافق مع ميولنا؟ و لماذا نتخرّج من الجامعة بعد دراسة مناهج في التخصصات لمدة لا تقلّ عن أربع سنين، و نستلم بعدها الشهادة الجامعية، و كأنها تجارة ربحية ؟
فمع تطور العقل البشري، و وجود اختبارات مختلفة بالحياة لا يتم الطرق لها بالمدارس، أصبح الغش من شيم بعض طلاب العلم لضمان النجاح الدراسي.
وما زالوا طلاب العلم يتم التحكم في طريقة عرضهم للأجوبة من قبل المعلمين الأفاضل الذين يمنحو طلابهم ملخّصات من صفحات حتى يتم نسخه كما هي على ورقة الامتحانات، و يتم تأكيد نجاحه بالمادة، و يقال ” أن المعلم الفاشل هو من يقدّم الأجوبة جاهزة لطلابه”!
- فمن اخترع نظام الامتحانات في بلادنا العربية ؟؟
- من الذي حدّث فينا هذا ؟
إن العرب كانوا أحرار من نظام الإختبارات، و لا يشترط لطلاب العلم تأدية أي نوع من الامتحانات في العصر القديم، بل كان يُمنح لهم شهادات تقديرية من قبل الأساتذة لطلابهم المتفوقين و الشغوفين بطلب العلم، و كان حب الطلاب للعلم يجعلهم يعبرون مشقة السفر من بلاد بعيدة دون وجود أي نوع من المنح الدراسية المجانية لمن لا يوسعه مكابدة نفقة التعليم العالي، و تكاليف السفر كما يحصل الآن.
و إن أول اختبار في العالم العربي تم تطبيقه من قبل ابن أصيبعة، تقليداً للنظام الأجنبي الصارم في التعليم و التلقين. ,فالجميع يريدون أن يصبحوا معلمين لكن الأغلبية لا تمتهن هذه المهنة الشريفة، و ينقلبوا يرشدون الطلاب بأداة التلقين و التهويل و الترهيب، مما نتجت عن ذلك:
- _ إنشاء جيل اتكالي على الأمم السابقة.
- _ضياع الشغف لدى طلاب العلم عند اكتشاف المعلومات الجاهزة مسبقاً.
- _لا مجال لاحترام عقل الطالب و إعطائه فرصة الانطلاق و الإبداع بالأجوبة .
- _الشعور بالملل في الحصص الدراسية لاستخدام أدوات التلقين البدائية، و لا يوجد لدى طلابنا أي فرصة لإبراز مهاراتهم في البحث عن أجوبة بديلة بأنفسهم أو إبداء اختلاف في وجهات النظر.
- _عدم وجود علاقة ودية بين الطالب و المعلم، بل علاقة دكتاتورية، أو تشبه علاقة القط و الفأر التي لا تخلو من المشاكل و المقالب للأسف الشديد، إلا من رحم ربي.
- _ترديد الطلاب الأجوبة حرفياً، و نسخها بالامتحانات لتسهيل عملية تصحيح أوراق الامتحانات المصيرية من قبل أساتذتهم.
و اختلف العلماء بمن يريد أن يحكم على مصير العقول الواعدة من خلال اختبار بشري تنافسي لا إنساني، و الطالب قد تم تكريمه بعقل مبدع ليتفكّر، و ليس ليُعامل كآلة نسخ و لصق، و كل طالب علم لديه عدة أنواع من الذكاء، و لا يمكن الحكم عن طالب بأنه فاشل دراسياً، لأن السبب المرجح قد يكون فشل معلمه في تدريسه، و لهذا يفترض أن المبدع أينشتاين قرر الهروب من المدارس التلقينية و التقليدية التي لا تعطي مجال للإبداع في طرح الأسئلة، و إيجاد حلول منوعة من قبل روادها الطلاب.
و لا يسعني إلا القول بأنها برمجة تعليمية بحتة في مدارس هرب منها الطالب العبقري أينشتاين. , و أصبح التعليم ثقل على طالب العلم بدل أن يكون شغف و فضول.
دمتم عباقرة زمانكم