الجميع لا يخالف ان الأطفال نعمة غالية من رب العالمين لكنها قد تكون نقمة لبعض الأهل الذين لا يدركون فضل هذه النعمة العظيمة . فمن خلال تأملاتي لوضع الأطفال في المنازل المخصصة لتربيتهم و الاعتناء بهم، أجد بعض الآباء و الأمهات توقف مسيرة حياة الأطفال الطبيعية بسبب تركيز الأطفال المطوّل أمام الشاشات الصغيرة، و عند سحب الأجهزة الإلكترونية من أحضان هؤلاء الأطفال، يبدأ ردة فعل الأطفال الدفاعية بعدها بعمل المظاهرات و التمرد على الآباء احتجاجاً لسلب متعتهم و يعم الضجيج أرجاء المكان، و يكون إثبات وجود الأطفال بالصوت العالي كما يفعل أي شخص يظن أنه أضاع حقه بالحياة الكريمة أو انتهكت حريته، و بعد تأقلم الأطفال مع الواقع الغير افتراضي، هنا يأتي انفعال أولياء الأمور من تصرفات فلذات أكبادهم و يكون انزعاجهم ذلك بسبب طلبهم المستمر بالعدول عن قرار سحب الشاشات من أعينهم الصغيرة و كثرة أسئلتهم الفضولية و حديثهم الخيالي، و هذا يحدث فقط لأنهم أرواح عطشة تريد الحياة، اللعب، اللهو، الاكتشاف، و الفضول يملأ عقولهم و قلوبهم الحاملة لأمانة خالق الكون.
قال عز وجل : … ( و البنون زينة الحياة الدنيا ) , إذاً مهمة الأطفال أن يزينوا أوقاتنا لا أن يتعبوا أوليائهم بمسؤلياتهم و يتم معاقبة زينة الحياة الدنيا دون توجه الأباء لتمضية الوقت معهم أو توفير بديل للشاشات مثل تنمية الهوايات و المهارات، فمن الطبيعي هو إحداث ردّات فعل من قبلهم، فلماذا نظلم وجودهم و نطلب الطاعة العمياء و سكونهم و نعاقبهم بالصمت و نأمرهم بلزوم الجمود عن الحركة؟
و لو رأينا هذا الوضع من منظور الأطفال، يعتبر كأن من يُطلب منهم مشاهدة جامدة للحياة الجميلة تمرّ دون انخراطهم في لعبة الحياة أو خوضهم لمغامرات أرضية تكسبهم خبرات حياتية مهمة.
و بعكس الواقع، فإن الأطفال يشاهدون مقاطع على بعض التطبيقات مثل اليوتيوب يوحي بوجود عالم ممتع لأطفال يقومون بتجارب غريبة مع آبائهم لكنها مليئة بالحماس، فمن واجب الآباء ان يقوموا بتوجيه الأطفال و توفير البديل المناسب لميولهم و عمرهم دون استخدام التهديد و الحرمان، بل الوعظ و التحفيز لفعل الصواب. ,فلا ننسى أن الأطفال نفوس صغيرة لكنها أرواح و هم عباد الله و ليسوا عبيد !! , قال عز وجل في آياته : … ( و ما ربك بظلام للعبيد )