غصون الحكايا .. بقلم الشاعرة دلال كمال راضي

ما لقلبي إذا رأيتُـكَ يَذهَـلْ

يا ملاكًا مـن السـماء تنـزَّلْ

 

كنتَ في سدرةِ الغرامِ صلاةً

تتهجّى كتابَ قلبي المرتَّـلْ

 

فغدا النبضُ مفعمًا بحبيبٍ

هو أحلى من الخيالِ وأجملْ

 

مرَّ في نبضيَ البريءِ سحابًا

أمطـرَ الحبَّ والفـؤادُ تبللْ

 

وغدا في الشعورِ حُلمًا خجولًا

كلما عانقَ الأحاسيسَ أخجلْ

 

أطفأَ الكائناتِ حولي لأصغي

لحديثِ الهوى وللشوقِ أشعلْ

 

قال يا طفلةَ الفؤادِ تعالي

نتساقى كأسَ الغرامِ ونرحلْ

 

نذرعُ الأرضَ، نلتقي كلّ شبرٍ

فيهِ ذكرى للعاشقينَ تُبجَّل

 

حلمُنا يوقظُ النجومَ فتهفو

لحمانا وتجعلُ الليلَ أطولْ

 

أولُ الشوطِ خطوةٌ دون وعيٍ

آخرُ الشوطِ همسةٌ لا تُؤجَلْ

 

وعلى ساحةِ الغرام عيونٌ

من ندى زهرةِ الهوى تتكحلْْ

 

وعلى نفحةِ الشذى تتجلّى

قامةٌ للعبيرِ بالشــوقِ تحبلْ

 

وبها يولـدُ الحـنينُ سخـيًّا

ينفقُ العمرَ في الهوى ليسَ يبخلْ

 

يكبرُ الحبُّ كي يصيرَ جنونًا

نقتفي دربَهُ ولا شيءَ يُعقَلْ

 

فلنا في غصون تلكَ الحكايا

موعـدٌ جاء قبـــلَنا يـتـبـتَّـلْ

 

كلـمـا زارنـا وغـنّـى هــوانـا

نحتسي عندَهُ شجانا المفضَّلْ

 

يا.. ويا.. واكتفى النداءُ بصمتى

وحديثي-مثلَ اللقاءِ- تأجَّلْ

 

واحتفى مترفَ الغرامِ بصلبي

بين سطرينِ علَّني أتحولْ

 

وأنا من أنا.. أضعتُ طريقي

وغـدا آخـرُ الـمـتاهـةِ أولْ

 

الـهـوى مـثـلـنا يريـدُ جـوابًا

قبل أنْ يفقدَ الطريقَ ويسألْ

 

كلنا نعـبرَ الضجـيجَ بصـمـتٍ

ولهذا حديـثُـنـا ليسَ يُكـملْ

 

وعلى هامشِ الحديثِ حروفٌ

ضيَّـعتْ صوتَها لذا لـم تُسجَّلْ

 

خلفَ صمتِ المحبِّ دربُ دموعٍ

ذاتَ جرحٍ جرتْ على الخدِّ جدولْ

 

وحدهُ الفقدُ حامَ حولَ حمانا

يرتجـي فرصـةً لكي يتســللْ

 

لم يعدْ للسـؤالِ أيُّ جـــوابٍ

لم يعدْ للجوابِ جدوى.. فما الحلْ؟!

 

شكلتني الورودُ عطرًا وقالتْ

عنــدما تزهـرُ الحـياةُ تأمـلْ

 

والثواني تمرُّ سـهوًا وحـولي

جوعُ ذئبٍ بعفّتي ليسَ يقبلْ

 

بين ساجي الرَّنا ودمعٍ تهادي

عن سهامِ الزمانِ لستَ بمعزلْ

 

فاسكبِ البينَ وارتوِ من دلالي

وتدللْ يا حـبَّ عـمري تدللْ

 

أغلـقَ القـلبَ بـابَه بعدَ جُـهـدٍ

وبإصرارهِ غدا الصعبُ أسهلْ

 

طرقوا البابَ بعدها،، أوقفتْهمْ

لوحـةٌ فوقَـها عـبارةُ:(مقفلْ)

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *