أحمد عبدالفتاح : بين متاهات الحب والحياة الزوجية : كيف نعيد الرومانسية إلى حياتنا ؟

مصر – موقع مجلة نجمة السعودية

_________________________________

ليس هناك شك في أن الزواج يعد منعطفًا هامًا في حياة الإنسان، حيث تتغير ديناميكيات العلاقات وتتحول التفاصيل الرومانسية الصغيرة إلى مسائل حياتية كبيرة، ربما يكون من السهل الغرق في غمار الالتزامات اليومية ومسؤوليات الحياة، وكأننا نترك الحب ينساب بين أصابعنا تدريجياً كماء يتسرب من بين الأنامل، ما يجعل الحب يتلاشى تدريجياً.

يؤكد أحمد عبدالفتاح، الباحث في العلاقات الإنسانية، على أهمية التفاعل مع تحديات الحب بعد الزواج، حيث يرى أن الكثير من العلاقات الزوجية تبدو وكأنها طائرٌ ملوّن يختبئ خلف قفصٍ من الالتزامات والمسؤوليات، ويرجع السبب في رأيه إلى عدة أمور:

التباين بين الحياة الواقعية والأحلام: إذ تكون الصورة المثالية للحب والزواج التي نحلم بها مختلفة تمامًا عن الواقع الملموس الذي نعيشه، وهذا الفارق يمكن أن يقلل من الرومانسية.

تحول المشاعر إلى مسؤوليات: مع تبادل الواجبات المنزلية والمالية والعائلية، قد يتحول الحب تدريجيًا إلى مجرد قائمة بالمسؤوليات بدلاً من شعور متبادل يشعر به الزوجان.

قلة الوقت والانشغال: ديناميكية الأحداث وتصارعها تفرض علينا ضغطًا من نوع خاص، قد ينجم عنه الكثير من العصبية والتوتر، بالإضافة إلى ذلك، فإن الانشغال بالعمل ورعاية الأطفال يُعتبران عوامل تقليل من الوقت المخصص للشريك، مما يُقلل من الفرصة لبناء الرومانسية وتعزيز الاتصال العاطفي بين الزوجين، ويظهر ذلك من خلال اهتمام بعض الزوجات برعاية الأطفال بشكل مبالغ فيه على حساب علاقاتها بزوجها، أيضًا يُشكّل الزوج الذي يقضي معظم وقته خارج  المنزل، سواء في العمل أوغيره من النشاطات عاملًا آخر يسهم في تقليل الفرصة للقرب من زوجته، هذا الانشغال الزائد قد يؤدي إلى انقطاع التواصل العاطفي، مايزيد من تحديات استعادة الرومانسية في العلاقة الزوجية.

تغير الأولويات: مع تقدم العمر أو مع التطور الشخصي تتبدل الأولويات، ونجد الفرد مهتمًا أكثر بتحقيق النجاح المهني، وتطوير مهاراته وتحقيق أهدافه الشخصية، وفي هذه الحالة، يتم تخصيص الوقت والجهد لتحقيق ذلك، الأمر الذي يقلل من الاهتمام بالرومانسية بين الزوجين.

انقطاع التواصل العاطفي: في كثير من الأحيان يؤدي الانشغال بالحياة اليومية مع قلة الاهتمام والتقدير وكثرة التوتر والخلافات، وعدم تلبية الاحتياجات العاطفية إلى انقطاع التواصل العاطفي بين الشريكين، ليصبح كلاهما كالجزر المنعزلة، مما يُقلل من لغة الحوار المتبادلة بينهما.

ومع ذلك، يمكن لهذه التحديات أن تكون فرصة لتعزيز العلاقة بدلاً من تقويضها، لذلك  يتطلب الأمر الوعي بالمشاعر والمواجهة الصادقة للتحديات بين الزوجين.

ويوضح، عبدالفتاح، بعض الطرق الواقعية لاستعادة الرومانسية المفقودة في العلاقة الزوجية:

1.تخصيص جزء من الوقت في الجدول اليومي للتحدث معًا في ظل الروتين المزدحم يساهم بشكل كبير في استعادة الرومانسية وتعزيز التواصل بينهم.

2.تحديد الأولويات بشكل مشترك يساعد في استعادة التواصل وتقريب الأفكار.

3.جرّبوا أنشطة جديدة معًا لتجديد الحماس في الزواج وتعزيز الروح المشتركة.

4.تعلموا كيفية التعبير بشكل مباشر وفعّال؛ فهذا يقوي الاتصال العاطفي.

5.اللحظات الكبيرة ليست هي وحدها التي تعيد الرومانسية، بل اللحظات الصغيرة من الاهتمام واللطف تعزز الشعور بالمحبة.

6.تعلم كيفية التعامل مع الخلافات وحل المشاكل بشكل بناء دون ترك أثر سلبي على العلاقة.

7.تذكروا أن الصداقة تشكل أساسًا لأي علاقة ناجحة، لذا يجب أن تبقوا أصدقاء مقربين بجانب كونكم شركاء في الحياة.

8.استحضروا اللحظات الجميلة التي قضيتموها معًا، فالاسترجاع الزمني لذكريات السعادة يثير المشاعر الإيجابية ويجلب الرومانسية إلى السطح.

9.التغييرات جزء لا يتجزأ من حياتنا، لذا ينبغي على الزوجين أن ينموا ويتطورا معًا بدلاً من الانغلاق والانفصال.

في النهاية عزيزي القارئ، يكمن سر استعادة الرومانسية في العلاقة الزوجية في الجهد المشترك والتفاني من أجل بناء علاقة قوية ومتينة بين الزوجين، إنها رحلة مليئة بالتحديات واللحظات الجميلة على حد سواء، ولكن مع العزم والاستمرارية يمكننا تجاوز كل الصعوبات وتحقيق السعادة المستدامة في حياتنا الزوجية.

 

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *