- صلوات في محراب البدر .. بقلم / دلال كمال راضي
- ((رثاء صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن آل سعود)) رحمه الله تعالى
~~~
حــقَّ الرثـاءُ ولا رثـاءَ فكـلـمـا
حاولتُ تنطيقَ القصيدِ تلعثما
فالشعرُ مذْ نطقوا بنعيكَ واجمٌ
تجري على خديهِ أدمعُه دما
وبكتكَ في أفق القصيدة أنجمٌ
فلأنتَ من جعلَ القصائدَ أنجما
وهناكَ حيثُ الشمسُ تندبُ بدرَها
أشرقتَ ذكرى إذ فضاؤكَ أظلما
ورنا إلى الطرقات حُـزنُ نوافـذٍ
عهـدتكَ تعبرُ للمحـبةِ موسـمـا
فلأنتَ من سكنَ الجمالُ بقلبهِ
وسقى العيونَ الغافياتِ لتحلما
بكَ أفصحَ العشاقُ صارَ شعورُهمْ
شعرًا وكان العشقُ قبلكَ أبكما
فعلى الثرى أصداءُ أغنيةٍ سَرَتْ
ودويُّ حرفٍ كالسحابةِ إنْ همى
ليظلَّ صوتُكَ في الأماكنِ حاضرًا
وصداكَ يهدي كلَّ ناحيةٍ فَـمـَا
عشقتكَ هذي الأرضُ حين غرستها
وردًا بألـــوان الحيـاةِ تبرعمـا
والآنَ ماذا الآنَ؟ غـادرَ بلبـلٌ
ومن بعدِ إنْ سجعَ الهوى وترنَّما
وتناجتِ الأحلامُ عندَ بلـوغِـهـا
سـنَّ البكاءِ ولم تقـمْ لكَ مأتما
قالت رحـلـتَ وكلُّ بـدرٍ راحلٌ
لا تحزني فالبدرُ موطنُه السما
أرأيتِ بـدرًا لا يحـينُ رحيلُـه
مهما أقامَ على الترابِ وخيَّـما
لكنـهُ ما مـاتَ فالشـعراءُ في
أشعارهم سـرُّ الخلـودِ تجسَّما
فأجبتُ والأحزانُ ماطرةٌ على
قلبي وتقطرُ في لساني علقما
حـقًّـا سيبقى البدرُ رمزًا خالدًا
فيـنا ويبـقى للمحبـةِ مُلـهـما
والشعرُ يخجلُ أنْ يجودَ بأحرفٍ
يرثي بها من بالقصائدِ قد سما
لـكنـهُ لـمَّـا تعـاظـمَ خَـطـبُــهُ
ثقلـتْ عليـهِ شجونُه فتهدَّما
فنفضـتُ أنقاضَ المجازِ لعلَّهُ
يغدو لأحزانِ البلاغةِ مُعجـما
وهززتُ جذعَ الأغنياتِ تصبُّرًا
مثلَ المسيحِ إذا يواسيَ مريما
ودخلتُ محرابَ القصيدةِ ناسكًا
صلى على بـدرَ القلوبِ وسلَّما