- موقع مجلة نجمة السعودية – ( قلم متعاون )
المقاهي الأدبية تجمع المثقفين والأدباء والقراء تحت سقف واحد، ويطمح جميعهم لهدف واحد وهو التعرّف على أنواع مختلفة من الأدب والحصول على قراءة متنوعة للأدباء والاستماع إلى نقد بناء ونقاش مثمر وإيجاد تسويق ميسر لجميع الأطراف.
فمن بعض إيجابيات إنشاء المقاهي الأدبية، أن يتم اتفاقيات عمل والحصول على فرص تعاون أدبي بين أصحاب الرسالة الأدبية. ومن جهة أخرى، الاستفادة من خبرة مختلف الأدباء المخضرمين داخل المقهى الأدبي وتواجد دعم لهم ومعجبين من المبتدئين في مجالات كتابة الأداب المختلفة.
ومن سلبيات بعض المقاهي الأدبية المنتشرة، هو حصر واحتكار روادي قهوتهم الأدبية لبعض الأسماء ذوي الصيت أو الألقاب الشهيرة بالمتابعين. مما يقلّل ذلك من فرص الأدباء الجدد في الظهور على الساحة الأدبية عبر هذه المقاهي الأدبية ذوي الرؤية الأديبة الضيقة الأفق. ولا ننسى عدم وجود تسويق قوي من قبل المقاهي الأدبية لبعض الأدباء المخضرمين والاتكال على دائرة معارفهم وأصدقائهم للقيام * بالفزعة الأدبية *…
فماذا سيستفيد الكاتب او الأديب بأن تكون جميع أمسياته الأدبية مكررة بنفس عدد الحضور من الأهل والأصدقاء والمعارف، مما ينتج سلباً لقلة المبيعات لعمله الأدبي في السوق الأدبي والمعارض الأدبية.
وهذه الأمسيات الأدبية الغير مخطط جيدا لها قد لا ينفع الكاتب أو الأديب بل يضره أن يناقش كتابه او عمله الأدبي مع دائرته الخاصة ومنطقة راحته. ولا يمكن أن يتطور قلمه الأدبي لتصفيق النخبة له وليس المثقف أو القارىء الذي يريد حضور المقاهي الأدبية. لكن نادراً ما نجد حضور المثقفين والقراء لهذه المقاهي الأدبية بسبب سياسة طلب كوب القهوة بسعر معين أو وضع رسوم مكلفة للدخول.
فنجد بعض المقاهي الأدبية يغلب روادها من يريدون إقامة علاقات وصداقات خارج دائرة الأدب وفقط يجمعهم كوب القهوة المرة، وليس بسبب النقاش الأدبي أو الطموح للارتقاء بالساحة الأديبة.
ولهذا نجد في الآونة الأخيرة شعبية بعض الكتّاب الجدد بين القراء والمثقفين من الطلبة اليافعين بسبب تواصلهم الفعلي عبر المواقع الاجتماعية. وتم إثبات أنها الوسيلة الأوفر والأفضل من التواصل بين القراء المتواجدين في أروقة المقاهي الأدبية المحتكرة لأسماء معينة لأسباب فكرية خاصة وأهداف تجارية بحتة.
وبسبب هذه العقلية التجارية السريعة ينتج عنه صعوبة التنسيق بين المقاهي الأدبية والأدباء الجدد من بيئات وثقافات مختلفة والترويج لأعمالهم الأدبية، ويسبّب ذلك ضعف التوجه للفئة المستهدفة والتسويق السليم بين المقاهي الأدبية والعملاء من المثقفين والقراء.
فأرجوا من أصحاب المقاهي الأدبية مراجعة رؤيتهم المستقبلية للارتقاء من جودة المقهى الأدبي واستمرارية تواجد العملاء الأدبيين وليس فقط العملاء من دائرة معينة وفئة محددة.
فعمل تخطيط هادف وخلق فرص أفضل، ستكون من صالح جميع الأطراف على المدى البعيد. وحتى يتم ترك بصمة أدبية ثابتة عبر التاريخ الأدبي لهذه المقاهي الأدبية التي تدعم جميع الأقلام الأدبية المختلفة.
فلا أحد يعلم أي كوب قهوة من مقهى أدبي سيلمع نجم أديب مستقبلاً وستتكلم عنه الأجيال القادمة لارتياده هذه المقاهي الأدبية الراقية.
دمتم راقيين بالتعامل الأدبي