” تبينوا قبل أن تحكموا ” .. بقلم غادة ناجي طنطاوي

_________________________

 

قالوا بأن الحب جراحٌ ماهر ، يعرف من أين تؤكل الكتف ، و الفراق له أنيابٌ و مخالب ..

قالوا بأن الفرح قصير ولا ذاكرة له و أن الجراح ذاكرتها قوية و قاسية ،

و على سبيل العلاج قال البعض بأن لنا في الخيال حياةً أخرى ، نهرب فيها ممن آلمونا و استباحوا وجعنا.

تمضي بنا الأيام و تمر علينا وجوه بإختلاف شخصياتها ، منها الإيجابي المؤثر و منها السلبي المستنزف ، نقابل الكثير و تختلف ردود أفعالنا

بمدى تأثيرهم علينا ، قد نعجب ببعضهم ، ننفر منهم أو نقع في حب أحدهم على الأغلب ..!! و عندما تبدأ تلك القصة في الإحتضار ، يخيم

علينا شعور قاسٍ يسمونه الوحدة ، و نعيش في غربة من المشاعر مع من حولنا ، نحن معهم في نفس المكان و الزمان ،

بينهم لكن لسنا منهم ..!! و يدخل قلبك في حربٍ مع عقارب الساعة و تقع مشاعرك أسيرة لليلٍ طويلٍ لا يأتي على عينيك بعده فجر ،

يخيب أملك من راهنت على طيب أصله و  يخذلك من أحببت.

يتساوى الجميع في عينك ، تعتقد لوهلة قد تكون دهرًا بأنك حبيس جسدٍ تاريخ روحه منتهي الصلاحية ، و أن  الحياة تأبى أن تعطيك فرصةً

أخرى تزهر فيها أيام عمرك مع قلبٍ آخر ، يصاب قلبك بضمورٍ في الحب فتغدوا انسانًا بمشاعرٍ صماء ، إحساس أبكم و فؤاد ضرير ..

و وسط موج الحياة العاتي و زخم الشعور القاتل يأتي أحدهم و يصفك بالقسوة ، ضاربًا عرض الحائط بكل ذكرى مؤلمة مازال نبضها سارٍ

في وريدك ، متجاهلًا تاريخك الموجع الذي بنى المجد فيك من جديد و أقام صرح ما تتمتع به من قوةٍ فقدتها يومًا ما في لحظة ضعف بسبب

حبك لشخصٍ آخر ربما لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد في ذاكرة قلبك..!!

قد يصفك البعض باللا مبالة ، الرومنسية أو القسوة لردود أفعالك تجاههم , و قد يحكم عليك البعض جزافًا , لكن الحقيقة تبقى خامدة

داخل صندوقك الأسود ، تنتظر شخصًا آخر يحمل مفتاحه ، يرسله لك الله على هيئة بلسم يداوي جراحك ، يوقظ مشاعرك من الغيبوبة و

يحي فيك أمل الحياة من جديد ..

فتبينوا أن تجرحوا أحدًا بكلماتكم و تصبحوا على ما قلتم في حقه نادمين .. فجرح السنان له التئام ، ولا يلتئم ما جرح اللسان .

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *