ياذا المجازِ أجِزْ لغارِ حراءِ
أسِلِ البِطاحَ بموكبٍ وضاءِ
تمشي رواحلهم بكلِّ سكينةٍ
وخطامها من أنجمِ الجوزاءِ
ونسائمُ الأشواقِ نفحةُ إذْخِرٍ
فهناكَ أرضٌ صوفِحتْ بسماءِ
وهناكَ غصنٌ وارِفٌ من سِدرةٍ
طِبٌّ لمنْ يشكو منَ الوعثاءِ
ظلٌّ لقلبٍ أحرقتهُ مفازةٌ
فسعى لهُ يشكو من الرمضاءِ
تتقاطرُ الرحَماتُ حتى رِيّهِ
متدثرًا بسكينةِ الإسراءِ
نورٌ تسيلُ به الشِّعابُ مهابةً
تنبيكَ عنهُ قداسةُ البطحاءِ
فترفقوا مشيًا فما هي تربةٌ
بل إننا نمشي على الأنواءِ
آثار أقدامِ النبوةِ دِفْؤها
يَهَبُ المكانَ لطائفَ السّراءِ
وقلوبُ مَنْ طافوا ملائكةُ الرضى
لمستْ جلالَ الكعبةِ الغرّاءِ
فتعطرتْ قُربًا وطابتْ منزلًا
وبشائرُ الرضوانِ شَرْبةُ ماءِ
9 رجب 1442 هـ / مكة المكرمة.