_ هل نحتاج الثقافة الجنسية في المدارس العربية _ ؟!.. بقلم / وفاء بنت إبراهيم باعشن

يبدأ الفضول عند الأطفال من عمر مبكر، و لهذا يقوموا بسؤال الوالدين عن كيفية قدومهم إلى هذا العالم، و لكن كم من الآباء و الأمهات قاموا بمشاركة المعلومات الصحيحة لعقول أطفالهم مما يجعل هؤلاء الأطفال ينصدمون في سن التكليف عن عالم غريب و مختلف عما تم تلقينهم، و قد تكون أغلب مصادر هذه المعلومات من جهات مشكوكة و غربية لا تتفق مع ثقافتنا الإسلامية، فكيف سيتهيأ الأطفال للبلوغ مع عدم وجود من يشرح الثقافة الجنسية؟

هل سيكون مصدر الثقافة الجنسية من منصات الأفلام الإباحية؟ أو عبر الكتب المستوردة المخلة بالآداب و الخاصة بثقافة الغرب؟ أو من خلال أصدقاء السوء الذين لديهم كافة الأجوبة و المعلومات لخلق عالم مثير للغريزة الشهوانية، لكنها لا تحترم قدسية هذه العلاقة بين الرجل و المرأة ؟

 كيف يتعلم أبناء الجيل العربي المسلم بطريقة سليمة عن الجنس، و الناشئ المنفتح لكل ما هب و دب من معلومات مثيرة للجدل من أديان و ثقافات أخرى تدعو للمثلية او الحرية الجنسية البحتة دون رباط الزواج؟!

فكان من الواجب لأصحاب العلم و الاختصاص أن يذكروا في مدارسنا كيفية التعامل مع موضوع الجنس بطرق مناسبة شرعية؛ و إن كان أول درس سيتعلمه المراهقين من آبائهم هو ” عيب التحدث في الجنس”، “نحن لسنا حيوانات تتحكم فينا الجنس”، لكن هناك فئة قد تحكمت الجنس من حياتهم و أفكارهم ليل نهار باختلاف أعمارهم، و لدينا بديننا الإسلامي تعاليم عن كيفية التعامل مع هذه الغريزة الطبيعية، و يجب فتح باب النقاش لشرح العلاقة بين الرجل و المرأة، و تأهيلهم للحياة الأسرية الزوجية بالمستقبل حتى لا يتهربوا، أو يشعروا بالحرج، أو الصدمة عند ممارستهم هذه العلاقة المقدسة بميثاق الزواج، و الإنسان ليس إلا وليد هذه الطاقة الجنسية، و لا يجب علينا محاربة هذه الطاقة أو الشعور بالعار للتطرق بتفاصيلها لأنها نقطة بداية الخلق، و تدريس الثقافة الجنسية عبر التعاليم الإسلامية الصحيحة قد تكون غير مذكورة أو مبهمة في مناهجنا الدراسية العربية أو يتم تخويف و معاقبة الطلبة الذين لديهم فضول بالحديث عن طاقتهم الجنسية، و سبب عدم وجود مختصين يتطرقون لمناقشة أهمية الثقافة الجنسية يعود لتحفظات المجتمع العربي، و فرض العادات و التقاليد البالية مما أدى إلى إنشاء أجيال من المتلهفين لقضاء أوقات في الخيال الجنسي عبر مجالس سرية من فتيات يحلمون بحياة زوجية رومانسية خالية من أي مسئولية أو معلومات حول قدسية هذه العلاقة، و لا ننسى بعض مجالس أشباه الرجال و  تعليماتهم و نصائحهم الخادشة للحياء و التي تذكر النساء بها و كأنهن أدوات لتفريغ الطاقة الجنسية الذكرية دون الالتفات إلى رغبات الأنثى في العلاقة. فحواء خُلقت لتحتوي آدم، و أرجو أن يتم احتواء طاقات الشباب الكامنة بالطريقة الصحيحة في ثقافاتنا العربية لتهيئة بيئة زوجية صحية، و بناء أسرة غير ازدواجية المعايير و النظريات، و خلق لبنة صالحة في مجتمع صالح غير معقد أو مختلف التوجهات الجنسية الغربية الدارجة، و كما نستدل بقول السلف الصالح : ” لا حياء في الدين”.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *