______________________________ بقلم الكاتبة وسيلة الحلبي
“ما خلق الله داء إلا وأنزل له دواء”، وعلينا أن نبدأها بالوقاية والتحصن بهذه الكلمات، “تحصنت بذي العزة والجبروت، واعتصمت برب
الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم أصرف عنها هذا الوباء، وقنا شر الداء بلطفك ورحمتك إنك على كل شيء قدير”.
“كورونا” أخاف العالم أجمع ونثر الرعب بين الناس وخاصة كبار السن والأطفال ونحن نمر في مرحلة نحتاج لوعي مجتمعي كبير فحكومة
المملكة العربية السعودية بذلت وتبذل قصارى جهدها للوقاية من هذا الوباء العالمي وحصر الفايروس وعدم انتشاره وعدم تعطيل مسيرة
الحياة.
وكل ما علينا التزام التعليمات وتوفير البدائل لأبنائنا وأسرنا والحوار معهم بوعي لنوضح لهم أنها فترة وسترحل إذا تكاتفنا وتحملنا والتجأنا
لله عز وجل بالدعاء وهذا فيه تطبيق لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
ولا بد أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله “ولا نتواكل ” ولا يصح التوكل على الله مع إهمال الأسباب، وتعمد تركها.
لقد أخذ الأنبياء عليهم السلام بالأسباب فسيدنا نوح عليه السلام صنع السفينة هو ومن معه، والله قادر أن ينجيهم بغير سفينة، وأن
يحملهم على ظهر الماء بلا سفينة، وأن يرفعهم في الهواء، ولكن ربنا يُعلم عباده الأخذ بالأسباب: قال تعالى: “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا”
سورة هود:37 , ونبينا يعقوب عليه السلام يقول لولده:” لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كيدا” سورة يوسف:5 وذلك بسبب إخفاء
النعمة عن أعين الحاسدين وأسماعهم لئلا يكيدوا.
فالأخذ بالأسباب واجب ديني ومجتمعي ولا بد من تنفيذ كل ما يصدر من قرارات تصب في مصلحة الوطن والمواطن والمقيم فالبقاء في
المنازل والحجر الاحترازي واجب وطني وديني , عدم المصافحة، عدم الذهاب للتجمعات، النظافة المستمرة والتعقيم، رفع المناعة التوقف
عن الاستهتار والتهويل تجاهل الشائعات وأخذ المعلومات من مصادرها ” هذا هو الوعي المجتمعي الذي نريد” وهنا يبرز دور الأم الواعية
والأب الواعي والأسرة الواعية.
ألم نشاهد عبر الشاشات كيف أن الصين استطاعت أن تحاصر المرض بوعي بينما إيطاليا انتشر فيها بكثرة بعدم الوعي.
وها هم العلماء يجتهدون ويأخذون بأسباب هذا الفايروس الخطير، وكيفية الخروج منه وحدث هذا مع فيروسات كثيرة وتم علاجها مثل
الطاعون وفيروس (سي)، والكوليرا، وأوبئة كثيرة ولكن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذه الفيروسات، حينما يقع الإنسان فيما حرمه الله عز
وجل.
ولا بد أن أشير أن الوضوء يحمي من كثير من الأمراض، منها سرطان الجلد، وهو إبداع طبي، ووقاية صحية من الأمراض والسرطانات،
ويكسب الإنسان نشاطًا وانتعاشًا وحيوية بل إنه ينشط الدورة الدموية، ويطهر الأجزاء المكشوفة من الجراثيم الضارة وتلوث البيئة، ويتأتى
ذلك من خلال المضمضة خمس مرات والاستنشاق ومسح الأذنين، وغسل كل عضو ثلاث مرات، وهذه الأمور ترتبط بالقضاء على أي
فيروس، إذن الوضوء له علاقة بالحماية من الكثير من الفيروسات، ولم يخلق الله داءً إلا جعل له دواء، فالوضوء هو دواء؛ بل إنه وقاية من
هذه الأمراض، وشرب الماء كثيرًا، يجعل الفم والحلق رطبين، وهذه الحماية تأتي أثناء الوضوء؛ لأنه أيضًا يرطب الجلد.
لنثق بالله أولا ثم نثق بحكومتنا الرشيدة وبكل ما تصدره من قرارات ونتقيد بها وبحول الله وقوته ستنجلي هذه الغمة، دامت أوطاننا بخير
وعطاء.