بيروت – محمد برجي
_____________________
لبنانُ الجَمالِ ، والحضارةِ
غارقٌ بالجوعِ والفقرِ والعوزِ ،
لا بيتاَ مُشرَّعٌ لفقيرٍ .
الأَبوابُ أَشبهُ بجحيمٍ .
وَلَكَمْ أُحبُّ أَن أَمشي.
في وطني لبنان ،
وأَزرعُ أََقدامي
في شوارعِهِ كافَّةً ،
لأُمزّقَ صورهم، نُتفاً ،
صور أَشباهِ الرِّجالِ ،
المنتشرةِ على الطّرقاتِ،
وأَنشر أسماءَ الجائعين ،
فرداً،فرداً ،
وأَسماء الأَطفالِ المشرَّدين
والعمّال الكادحين الّذين،
أَكلتِ الدّروب أَرجلهم،
وأَسماء المرضى، الّذين قضوا
على أَبوابِ المستشفيات ،
وأَسماء مَن نُهبت أموالُهم
في المصارف ،
وأَسماء الأُمّهات اللَّواتيِ ،
احترقت الدّموع في محاجرهن،
تلك الدُّموعُ التي ترسمُ جثث
شباب ، قضوا ذوداً
عنِ الأَرضي والوطنِ ،
وأَسماء العائلات التي شُرِّدن،
وأفترشت الأَرصفة، بلا مأوى ،
وأَسماء الآباء الّذين وَدَّعوا أَبناءَهم،
وهم تحت التّراب .
فهل في الّدنيا وقاحةٌ تُشبهُ
وقاحة حكاَّمٍ ، منافقين،يوضا سيِّيسنَ ؟
لو شئتُ ، لاسترددتُ
وطني منهم ،
واسترددت لقمتي
من بين أَسنانهم،
ولحمي من بين أظافرهم.
آه! وآه !!
حنجرتي مشنوقةٌ بحبالِها
الصوتيَّةِ .
حنجرتي عاجزةّ عن الصُّراخ ،
أَنا بحزنٍ يختصرُ لغتيِ .