في إحدى الحفلات الراقصة الخاصة بالفتيات، تتقدم فتاة حالمة لتناقش مواضيع مهمة تتعلق بإنجازاتها الشخصية، و تتحدث بكل فخر عن مستجدات علاقتها الغرامية أمام صديقاتها المنبهرات بمغامراتها الرومانسية و التي هي نتاج دعم معنوي من قبل الوالدين لهذه الفتاة المتحررة، و هناك فتاة أخرى تعترف بحزن عن خيانة حبيبها الملقب بفارس أحلامها و تذرف دموع الندم أمام صديقاتها لتخطيها حدود الحب الشرعي، و أخرى شبه فتاة قررت أن تجرب الحب البديل، و تخالف الطبيعة البشرية لتصبح مسترجلة و سارقة لقلوب الجنس اللطيف، و يتم دعوتها في كل الحفلات الصاخبة بالملذات الدنيوية و ذلك لجذب الفتيات المدعوات، و لكن السبب الجوهري لبحث الفتيات المراهقات للحب بطرق ملتوية غير أخلاقية هو نقص فيتامين الحب بداخل قلوبهن، و نفوسهن المتعطشة لإيجاد العاطفة و الحنان خارج أسوار العائلة الكريمة، فأغلب هؤلاء الفتيات يمتلكن الحرية، و جميع فرص التحرر من قيود المنزل الشبه خالي من دور الأم و الأب كقدوة مسلمة، و قد بقيا كرموز دينية غير مستخدمة بالحياة الواقعية، و ليس لهما أي منظور ديني لتقوية الفتيات بالبحث عن ينبوع الحب الذي لا يرام، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، و تطبيقات الألعاب تأخذ دور الأم و الأب لعدد ساعات قضاء المراهقات في عالمهن الخاص المتحرر من تفعيل الحب الحقيقي، و يتم استمرار رؤية المراهقات لمحتوى جاذب يُسمّى بالحب الأول و الأبدي، و التي تكون نهايتها غالباً فراق و ألم و عذاب، و هناك التباس واضح لتعريف الحب و العشق عند الوقوع في ما يسمى بالحب في زمن التقليد، فالعشق هو الفرط بالحب، وإعجاب المحب بالمحبوب، و يعتبر مرض نفسي يجلبه المرء لنفسه بتركيز كامل فكره على إرضاء محبوبه، وكلما قوي هذا العشق ازداد طمع الشخص المحب إلى حد التمادي، و تكون نهاية هذا العشق مأساوية، و قد يدمن ذكر سيرة محبوبه و الهيام به، و الحب من جهة أخرى، هي مشاعر سامية تلين القلوب بوجوده، و تُذهب قسوة القلب باحتوائها الصحيح الشرعي، و تدوم صحة القلوب بالحب الصادق، و تحيا به حياة هانئة لا يضرها عشق شهواني وقتي، و كما قال السلف الصالح: ” الحب لا يمكن أن يكون علاجاً للوحدة و الإنفراد، إن لم تجد نفسك بداخلك فلن تجد الحب بأي مكان آخر”
شاهد أيضاً
لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري
لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …