كالعادةِ في ذاتِ مساءٍ
قدْ عُدْتُ لبيتي لأرتاحْ
لا شيءَ لديّ لأكلهُ
لا شيءَ بجيبى أحملهُ
إلّا المفتاحْ
فدخلتُ الغرفةَ مندفعاً
وضغطتُ على
زرِّ المصباحْ
فالكون تغير من حولي
وشعرتُ بشيءٍ يلْسعُني
مِثلَ الزُنْبورْ
شُلَّتْ أطرافي كاملةً
والظلمةُ عادتْ ثانيةً
وانْطَفَأَ النورْ
فظننتُ بأنّي في كهفٍ
سُكِنَ بأشباحْ
صرخاتٌ تعلو من حولي
وصليلُ سلاحْ
سَلّمْ
واسْتسلمْ ياهذا
فالقتلُ مُباحْ
لنْ تهربَ ابداً
لن تنجو
ما منْ أسبابْ
حاصرنا الحيَّ بأكلملهِ
أوْصَدْنا جميعَ الابوابْ
أخذوني من غيرِ
ملابسْ
كطعامٍ للبردِ القارسْ
يركلني الحارسُ
للحارسْ
فوصلتُ إلى رجلٍ
جالسْ
شرس وعقور
ناداني من خلفِ
منصةْ
ناداني
اسمعْ ياهذا
حقكَ مكفولٌ بالدستورْ
لكنَّ الدستورَ
مُعطلْ
ومِزاجي يعتبر
الفيصل
من بعد البحثِ
وبعد الدرسِ
وبعد سماعِ شهودِ الزورْ
قد بانَ بانّكَ متّهمٌ
وسنعلن حكمَكَ للجمهورْ
فصرختُ
بصوتٍ مرتفعٍ
مظلومٌ
أعطوني فرصةْ
لم افعلْ شيئاً ممنوعاً
ماالتهمةُ عندي
مالقصةْ
فأجابَ بضحكةِ منتصرٍ
قد تركتْ في صدري
غُصّةْ
التهمةُ واضحةٌ جداً
قدْ قُلتَ الشِعرَ
بلا رخصةْ