لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟..

تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه.

رغم بساطة  السؤال وبداهة الإجابة إلا أنها تحمل في طياتها الكثير ، ربما نتساءل يومًا بداخلنا لماذا نقرأ وربما الإجابة ذاتها تتحول الى سؤال لنجد في كل مرة إجابة مختلفة.

ومن هنا تتجلى لنا أهمية القراءة .

 

سأستطرد هنا مقالًا في محاولة مني اشباع هذا السؤال بما يستحق من إجابة ..

‏دعنا نرى الإجابة من منظور ‏الآخرين ، ننزل إلى ساحة عقولهم تاركين لهم حرية الإجابة سيجيبك القارئ البسيط : اقرأ لأضحك ويرد المثقف بعد قليل من الصمت (القراءة غذاء للعقل ورفيق النفس المخلص وميدان للأدب والعلوم )وآخر يقول ‏:اقرأ لأطور ذاتي فالقراءة مفيدة..

نستشف من ذلك أن لكل شخص فضول خاص يحاول اشباع غرضه من القراءة لذلك يقرأ إذاً إقرأ لتقرأ.

 

لماذا نقرأ..؟!

لأننا أمة العلماء وترسانة العلم وأحفاد الأنبياء وجيل المستقبل ، فعلى الجانب الروحي نحن نغذي أرواحنا ونستلهم فكرًا ومعرفة لنخلف إرثًا حضاريًا وقامات سامقة أسوة بمن سبقونا ؛ لنجعل ثقافتنا سرمدية باقية أبد الدهر ، القراءة بوابة لكل ماهو قديم زاخر أو جديد مستحدث ..

وعلى الجانب الصحي نحن بحاجة لغذاء يواكب حاجاتنا ويتماشى مع أسلوب حياتنا العصري في ظل التحديات  التي تواجهنا باستمرار  وانتشار الأوبئة الفتاكة يبرز تحد جديد  يستلزم مكافحة ذلك والبحث عن سلاح متطور يقف درعًا واقيًا مما يستدعي كثرة البحث والقراءة والإطلاع كمطلب أولي وأساسي 

ويبقى أنه مهما تنوعت وتعددت سبل المعرفة مسموعة ومرئية تبقى المقروءة في قمة الصدارة .

 

فماهي القراءة ؟

هي خارطة متفردة باعتبارها أسرع وسيلة سفر في العالم، تنقلك عبر بوابات زمنية فتارة تجد نفسك في عالم الخيال بإستخدام الخيال العلمي وتارة تعيدك إلى عالم الحقيقة والواقع الملموس مما لايتطلب منك إلا أن تسلم عقلك لبضع ثوان معدودة قاطعًا سنوات ضوئية مسافرًا عبر الزمن، فهيا بنا لتقطع تذكرة وعي لعقلك وتحجز له في أول الصفوف من حب الاستطلاع ، وتدعه ينطلق في رحلة مكوكية على متن دفتي كتاب.

 

كيف سنكتب إن لم نقرأ؟ 

سؤال جوهري !!

فالفكرة صيد والكتابة قيد !

 

لن يكتب المؤلف كتابه إن لم يثري مفرداته بالقراءة ويغذي خياله ويبني قاعدة لغوية مطلعًا على معاجم اللغة وقراءة أفضل الكتب لأبرز المؤلفين القدامى والمعاصرين..

أفتح خيالات عقلك و استمتع بأماكن لم تبلغها وطبيعة  لم ترها بصريًا مستشعرًا برد الشتاء وسط زخات المطر وبين قطرات ندى الصباح وتحت دفئ خيوط الشمس الذهبية هناك حيث المروج الخضراء..تقف كطفل لم يجاوز عقده الأول من العمر لتقطف زهراً من تلك البساتين وفي بقعة جغرافية ٍ أخرى تعاين مجد الحضارات وعظمة التاريخ، وبداية الأمم ..

 

وكما قيل سلفًا وخير جليس في الزمان كتاب …

جاء على لسان ‏أنطوني تشيخوف :”حين تُحبط اقرأ بشغف ، المهم في الحياة ألا تقف متفرجًا”. 

لن يعاني كثيرًا من أنس بمجالسة الكتب و اضطجع على رفوف مكتبته ونفض الغبار عن حروف كتبها وأشعل قنديل من حقب واراها الزمن ..

القراءة عمر إضافي لأصحابها ..

تصعد وتهبط بين تضاريس روح المؤلف والكاتب حين يكتب كلمات  بنغمات حزينة وأخرى مشجعة بروح ضافية محلقة كبطل اسطوري سلاحه قلم ومحبرة؛اندثرت وحلت مكانها الطباعة ،ولكن لازالت  أثار حروفها خالدة ..

أسرق جزءً من وقتك .. استعر كتابًا،اقرأ مقالًا،لخص ،أكتب موجزًا،أصعد جبلا ،وأنزل سهلًا ،وأعبر واديًا..

أنت لن تصبح قارئًا متمكنًا بين عشية وضحاها، مالم تدمن قراءة الكتب وتغوص في مئاتها وتنغمس في مجلداتها  حينها تصبح قادر على مواجهة العالم بافكارك..

 

شغف أم جنون ؟!

هل سمعت من قبل عن أشهر سارق كتب في العالم!

إنه ستيفن واينبرغ يُحكى أنه كان شغوفًا بالقراءة وجمع الكتب قام بسرقة عددٍ كبيرٍ جدًا من الكتب والمخطوطات والكتب الثمينة وقد تم تشخيص حالته تلك بأنه مصاب بمرض الببلومانيا(هوس الكتب).

 

أخيرًا..

القراءة أداة العلم والمعرفة ووسيلة ديناميكية لا تنضب …

تبني جيلا واعيا منتجا قادرا على مواجهة تحديات الحياة ، وتخرجه من حيز الجهل إلى سعة العلم ونوره .

 

أشرق فوق كواكب جديدة تحرر من أسوار قلبك 

وأكتشف أعماق جديدة فهلا حجزت تذكرتك ؟

 

عن afaf

شاهد أيضاً

” الثراء الفكري ” بقلم الكاتبة : نوال العمودي

عندما يكتب … #قلم_النوال فإنه يقول :   القراءة حاجة مُلحة وليست ترف حياة. هكذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *